أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصة ثلاثة عصور















المزيد.....



قصة ثلاثة عصور


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 08:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مصر في عصر المملكة القديمة:

كنت أزور يوما متحف المتروبوليتان بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة, الذي به قسم ضخم للآثار المصرية القديمة. أشهد أنني لم أدهش بروعة الآثار المصرية المعروضة قدر دهشتي عندما شاهدت إحدى السيدات الأمريكيات وهي تنحني أمام نموذج لمركب فرعوني من المملكة القديمة، حتى اقتربت رأسها من رأس طفل صغير، لا يتعدى عمره خمس سنوات, لتشرح له كيف استطاع الفنان المصري القديم التعبير عن الصيد, وكيف صنع الفنان تمثال المراكبي وهو يميل بجسده على المجداف, ليستخدم وزنه وكل قوته لتحريك المركب.

حقيقة فترة عصر الأسرات الأولى والمملكة المصرية القديمة، لم تظهر فيها امبراطوريات أو توسعات وغزوات كما حدث فيما بعد في عهدي تحتمس الثالث ورمسيس الثاني, لكن حدث في هذه الفترة ما هو أهم بكثير. لقد وجد الشعب المصري نفسه, وبنى أسس حضارته، وأرسى دعائم قيمه وخلقه، التي ظلت نبراسا يهتدي به العالم كله حتى وقتنا الحاضر.

هذه فترة رائعة من حياة الشعب المصري, التزم فيها الصانع بالدقة المتناهية, والمفكر بالمنهج العلمي, والفرد بالقيم الخلقية والروحية, والمجتمع بالعدالة الاجتماعية.

هذه فترة بنيت فيها الأهرامات, وظهرت فيها الكتابة والتقويم الشمسي, وفن القصة, والحكمة, وتساءل فيها الإنسان المصري عن الخالق وسبب الخلق, وتقدم فيها الطب إلى درجة الإعجاز, وكان فيها الحاكم هو الراعي الذي يرعى شئون رعيته. ولولا هذه الفترة وتلك الحضارة, لتأخر ظهور الحضارة الغربية آلاف السنين.

بنى الشعب المصري في عصر المملكة القديمة الهرم الأكبر – هرم خوفو. ولا يهمنا هنا الأسباب التي بني من أجلها, سواء لتخليد الملك أو لتشغيل العمالة الزائدة وقت الفيضان, كما يعتقد بعض العلماء. ولكن الذي يهمنا هنا هو الدقة الشديدة والعناية الفائقة التي استخدمت في بنائه.

بنى الهرم الأكبر على قاعدة مسطحة أفقية ملساء, درجة الخطأ في تسطيحها لا يتعدى أربعة أجزاء من الألف في المئة. أو بالقياس العملي, ليس هناك خطأ على الإطلاق. قاعدة الهرم على شكل مربع يتجه كل ضلع من أضلاعه إلى إحدى الجهات الأصلية, شرق وغرب وشمال وجنوب.

الخطأ في إتجاه ضلعي الشمال والجنوب يبلغ ثلاثة أجزاء من مئة جزء في المئة. والخطأ في إتجاه ضلعي الشرق والغرب لا يتعدى تسعة أجزاء من مئة جزء في المئة. هل هناك دقة أشد من هذه؟

أحجار الهرم يبلغ وزنها ستة مليون وربع طن, وهي كافية لعمل سور ليحيط بفرنسا كلها. هذه الأحجار وضعت مع بعضها بدقة, بحيث لا يزيد سمك الفراغ الموجود بين حجرين عن خمس البوصة.

داخل الهرم توجد غرفة الملك, وتحتها غرفة الملكة. غرفة الملك بها نافذتان أو ممران هوائيان. الأول يسمح بمرور الضوء الساقط من النجم القطبي مباشرة حتى يضئ جثمان الملك في رقاده الطويل على الدوام.

لأن النجم القطبي ثابت في مكانه في السماء دون باقي النجوم التي تدور حوله. ومن ثم يظل جثمان الملك مضاء في الليل أو النهار بصفة دائمة. وأما النافذة الأخرى, فتقع جهة الجنوب, وتسمح بمرور الضوء الساقط من نجم الشعرى اليماني, "سيرس" والذي كان يرمز عند قدماء المصرين للإلهة إيزيس, لكى يضئ تابوت الملك مرة واحدة فقط كل عام.

بذلك تستطيع روح الملك في رقادها الأبدي معرفة عدد السنين التي تمر. كذلك وضعت الأهرامات الثلاثة في أماكنها, ليس على خط مستقيم كما هو المتوقع, وإنما في شبه خط مستقيم، لكي تمثل وضع النجوم الثلاثة التي تتوسط برج الجبار "أوريون" والذي يمثل الإله أوزوريس.

لماذا يهتم المصري القديم بالدقة المتناهية في الصنع. ألا يكفي وضع الأحجار مع بعضها على شكل كوم ضخم ترتفع قمته نحو السماء. ولماذا يهتم المصري القديم بالشكل الهرمي الذي تطابق أضلاعه الجهات الأصلية بدون خطأ يذكر, وأي سر في ذلك؟

لماذا يهتم بأن تكون نسبة نصف محيط قاعدة الهرم إلى ارتفاعه قريبة من نسبة طول محيط الدائرة إلى قطرها والمعروفة لدينا بالقيمة "ط". هل صحيح تم اختيار موقع الهرم لكي يكون مركز الكرة الأرضية, بمعنى أن خط الطول الذي يمر بالهرم يمر في نفس الوقت بأكبر مساحة أرضية يمكن أن يمر بها خط طول آخر, وكذلك خط العرض الذي يمر بالهرم هو الآخر يمر بأكبر مساحة أرضية.

هل كان المصري القديم يعلم أن الأحجار الجيرية المستخدمة في بناء الهرم, هي تراكمات بيولوجية من الأحياء الدقيقة التي كانت تعيش في الماء منذ ملايين السنيين. أي أن كل ذرة في جسم الهرم كانت تنبض بالحياة في يوم من الأيام, مثل رفاة الملك والملكة اللذان يرقدان داخله. أم كل هذا من قبيل المصادفة؟

ما هي علاقة الهرم بالشمس؟ عندما تشرق الشمس في الأفق, تبدأ أشعتها الذهبية في تسلق وجه الهرم الشرقي وكأنها تصعد إلى السماء. وعندما تبدأ في الغروب, ترى شعاعها القرمزي يهبط الوجه الغربي للهرم إلى أن يختفي رع في الأفق البعيد.

كيف وضعت هذه الأحجار مع بعضها بحيث لا يضغط ثقلها الرهيب على الغرف والنوافذ والممرات الموجودة داخل الهرم؟ وكيف تتخيل ستة وربع مليون طن من الحجارة صنعت بمهارة الجواهرجي؟

هذه الدقة المتناهية لن نجدها في أعمال البنائين والفنانين في الزمن اللاحق, الذين اتهموا بالعجلة والتفاخر في أعمالهم الفنية. ونظرة سريعة إلى أعمدة الكرنك الضخمة، أو إلى معبد أبوسنبل، تبين لنا كيف فقد المصري القديم في الزمن اللاحق الدقة والعناية والصبر في أعمالهم الفنية, واكتفوا بالضخامة والحجم.

نظرة أخرى إلى تمثال خفرع الموجود في دار الآثار المصرية بالقاهرة والذي لا يضاهيه شئ, أو إلى تمثال منقرع وزوجته الموجود بمتحف بوسطن بالولايات المتحدة, توضح كيف كان الفنان والصانع في المملكة القديمة.

إذا كانت دقة بناء الهرم تعتبر معجزة, فما بالك بعظمة الإدارة التي استخدمت لتشغيل هذا الجيش الغفير من العاملين في مشروع واحد, لكي تجعلهم يعملون في توافق وتجانس تامين دون تخبط أو تعارض في القرارات والأوامر.

إننا نخطئ عندما نظن , كما ظن هيرودوت من قبل, أن الهرم ماهو إلا قبر ضخم لملك ظالم، سخر شعبه لبنائه. لأن الهرم في الحقيقة معبد ديني, بنى لأسباب دينية. مثل المساجد والكنائس العظيمة التي بنيت لنفس الغرض.

إنه صرح رائع استخدم في بنائه العلم والفن والإيمان والإخلاص والصبر والدقة، وفوق كل هذا الحب. لأن عربة الحضارة لا تجر بالعبيد, وإنما تقاد دائما وأبدا بالأحرار.

مثال آخر يوضح لنا الأسلوب العلمي الذي كان لدى علماء مصر القديمة. هو ما جاء في بردية إدمون سمث الطبية, والتي لا يضاهيها شئ في العالم القديم. هذه البردية وإن كانت كتبت في القرن السابع عشر قبل الميلاد, إلا أنها يرجع أصلها إلى عهد المملكة القديمة.

أحد فصول هذه البردية الطبية يوضح وظيفة القلب وأهميته وعلاقته ببقية أعضاء الجسم. وأهمية قياس نبض المريض عند فحصه طبيا لتشخيص مرضه. وتركز البردية بصفة خاصة على أمراض العظام والكسور. وتصف كل أنواع أمراض العظام وطريقة علاجها إذا كان لها علاج. وهي مذيلة بشرح للرموز والإصطلاحات المستخدمة في البردية.

الغريب أن البردية تكاد تخلو من السحر والشعوذة. والعلاج بها عبارة عن جلسات طبية وراحة وتنظيم في الغذاء واستخدام للعقاقير والأعشاب كدواء. وتنصح البردية الطبيب عندما يواجه حالة مستعصية، ولا يعرف علاجها, أن يتابع الحالة عن كثب, ويسجل مراحل تطورها.

هذه نقطة في غاية الأهمية، تدل على العقلية العلمية في المملكة القديمة. فالبردية لم تلجأ إلى طرق السحر وعمل الأحجبة، حتى في الحالات المستعصية، والتي ليس لها علاج, وإنما نصحت بمتابعة الحالة وتسجيل مراحل تطورها، حتى يستفاد منها فيما بعد.

هذا شئ نادر في هذا الزمن السحيق. فمثلا في حالة الشلل النصفي, تصف البردية أن الحالة عضوية محضة، وليست بسبب شئ خارجي أصاب المريض. أي أنها تقول أن الشلل النصفي مرض عضوي، وليس بسبب مفعول السحر أو الحسد أو غضب الآلهة.

بردية أخرى تبين لنا عقلية المفكر المصري في المملكة القديمة, وهي بردية منف، التي تشرح من الناحية الدينية كيف بدأ الخلق. أهمية هذه البردية، أن أحد فصولها يوضح ميكانيكية خلق الكون، كما كان يعتقد المصري القديم.

"قبل الخلق، كانت هناك مياة محاطة بالعدم والظلام. وكما أن فيضان نهر النيل يرسب تلال الطمي لتظهر عليها الحياة في مصر, فالمياة أيضا سمحت بظهور الأرض ومن حولها العدم والظلام.

على الأرض كان الإله آتوم, الذي يعني اسمه أنه الكل في شئ واحد. وعلى الأرض، خلق آتوم الكون وكل شئ آخر. وحيث أن آتوم هو الكل في شئ واحد, فقد خلق الكون بمجرد تسمية أجزاء من نفسه."

فكر في القلب وتعبير باللسان أو الكلمات، هي الطريقة التي خلق بها آتوم الكون. طريقة كن فيكون. وهذا يطابق ما جاء في الإنجيل والتوراة "في البدء كانت الكلمة والكلمة كانت مع الرب والكلمة هي الرب".

أهمية بردية منف أنها تدل على أن المصري القديم كان يبحث عن نفسه، وعن الكون وخالقه قبل موسى عليه السلام بألفي عام. إنها تدل على أنه كانت هناك قضايا فلسفية شغلت بال المصري القديم في عهد الأسرات الأولى، لم نجد لها شبيها بين الأسرات المتوسطة والحديثة.

كان المصري القديم يعتقد أنه يموت ويأخذ معه حسناته وسيئاته. ويقف أمام الآلهة لتوزن حسناته ضد سيئاته. انقاذ روحه من الفناء يتوقف على عملية إقرار الحق والعدل, "معات". أى أنه لا يكفي أن يأتي بحسنات كثيرة وخطايا قليلة, لكن عملية وزن الحسنات ضد السيئات، يجب أن تكون عادلة وسليمة. هي نفسها عملية إقرار للحق والعدل.

إذا كانت العدالة ضرورية لإنقاذ روح الإنسان المصري في الآخرة, فهي أيضا ضرورية ولازمة في الحياة الدنيا. لأن الحق والعدل هما شئ واحد وجزء لا يتجزأ. شئ مطلق في المكان والزمان.

لذلك نجد الملك ينصح إبنه "مرى-كا-رع" ويحثه على إقامة الحق والعدل على سطح الأرض. وتستمر نصائح الأب الحكيم إلى ولده, وهي شبيهة بنصائح لقمان لولده:

"لا تكن شريرا, واصبر فالصبر جميل. اعطي حبك لنفسك إلى العالم كله. فالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة تظل خالدة".

لا ننسى أن هذه تعليمات ملك يعد ابنه لتولي الحكم من بعده. هذه ليست تعليمات تبين له كيف يستعبد شعبه, أو كيف يزور الإنتخابات حتى يظل كابسا على أنفاس الناس, أو كيف يبقي السلطة في يده، بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة.

لكنها تعليمات روحية في الأخلاق والسلوك. الشئ الذي يدهشنا حقا قوله، أن الآلهة تفضل الفعل الجميل على تقديم القرابين.

ما رأيك في تعليمات الأب إلى ولده الوزير "كا-جمني"، التي تنصحه إذا دعي إلى وليمة، بأن لا يأكل من الطعام الذي يحبه, حتى لا يأكل كثيرا ويظهر بمظهر غير لائق. هذا شئ راق في آداب السلوك، لم نقرأ أو نسمع مثله في أي عصر من العصور.

يقول الحكيم أبوير في برديته:"الحاكم الصالح هو من يرعى رعيته. حتى إن كانت الرعية قليلة العدد, عليه أن يقضي يومه لرعاية شئونها. الحاكم أو المسئول حسب تعريف أبوير هو الراعي الذي يرعى رعيته بعناية واهتمام. الحكم هنا مسئولية والتزام, الراعى ملزم بها.

لننظر إلى قصة من هذه الفترة, وإن جاءت متأخرة, تبين كيف أن فكرة الحق والعدل ليست علاقة مقصورة بين العبد وربه, إنما هي علاقة سائدة بين الأفراد أيضا. هي قصة الفلاح الفصيح كما يسميه برستيد.

القصة تتلخص في أنه كان هناك فلاح بسيط، وقع تحت ظلم أحد الأثرياء ذوي النفوذ. فقد استولى الرجل الغني على حمير الفلاح المحملة بالأسمدة، بحجة أن الحمير سارت في أرضه وأتلفت زرعه.

ذهب الفلاح لشكاية الثري لدى رئيسه, رئيس الديوان الملكي. لأن الفلاح أثبت إصرارا وفصاحة في التعبير عن شكواه, لم يجبه الرئيس إلى طلبه فورا, إنما جعله يستمر في عرض شكواه، وتقديم شكاوي أخرى حتى وصل عددها تسعة.

عندما طُلب منه السكوت، بحجة أنه يقف أمام معبد إله الصمت أوزوريس, ارتفعت جهيرته بالدعاء: "يا إله الصمت, رجع لي مالي". ماذا يريد الفلاح سوى استرداد بضاعته؟ لقد طلب إقرار الحق والعدل من الرجل المنوط بإقرار الحق والعدل.

الحق والعدل ليسا مجرد إقرار نظام، أو تطبيق قوانين, إنما هما بحث إيجابي وفعلي عن الصالح والجيد. عندما لم يجد الفلاح إنصافا من رئيس الديوان الملكي, بدأ في مهاجمته نفسه, وبدأ يشرح له مفهوم الحق والعدل, وما يجب أن يفعله لإقرار العدل بين الناس.

تنتهي القصة العظيمة بأن يصل الأمر إلى فرعون مصر, لكي يأمر بإعادة بضاعة الفلاح له, ومكافأته على فصاحته في عرض شكواه, وعقاب الرجل الذي ظلمه. القصة تدل على أنه حتى الفلاح البسيط, يمكنه أن ينهض ليطالب بحقوقه في مجتمع كانت تسمح عدالته الإجتماعية بذلك.

هذه هي مصر القديمة. مساواة في الحقوق والواجبات. هذه هي النظرة الإنسانية للعدالة الاجتماعية التي أوجدها المصري القديم قبل الإسلام والمسيحية واليهودية بما يزيد على ألفي عام.

لنتأمل نظرة المصري القديم إلى الإنسان بصفة عامة في قصة أخرى، هي قصة خوفو والسحرة.

"ومثل ديدي الساحر بحضرة الملك خوفو. فقال جلالته: ياديدي كيف لم أرك من قبل؟ أجاب ديدي: إنا نتوجه إلى من يدعونا, وقد دعاني الملك فلبيت.

قال جلالته: أصحيح ما يقولون من أنك قدير على أن تلصق رأسا فصل من الجسد؟ أجاب ديدي: نعم يا مولاي, في مقدوري ذلك. قال الملك: على بسجين ننفذ فيه التجربة. فإستدرك ديدي قائلا: حاشا لله يا مولاي, أنا لا أجرب سحري في الإنسان. أليس الأخلق بنا أن نجرب مثل هذا العمل في الحيوان؟ فأحضرو له أوزة ليجري عليها سحره.

مصر القديمة هي التي اخترعت فن الكتابة, وبردية بتري تبين أن الحروف التي يستخدمها العالم اليوم, يرجع أصلها إلى اللغة الهيروغلوفية.

مصر أيضا هي التي استخدمت التوقيت الشمسي والسنة الشمسية, التي يستخدمها العالم اليوم مع تحوير طفيف, قبل أية دولة أخرى بعدة قرون. هي التي قسمت السنة إلى 12 شهرا والشهر إلى 30 يوما. وهي التي قسمت الشهر إلى أسابيع والسنة إلى فصول.

مصر القديمة هي التي ظهر فيها فن القصة، ومنها قصة الأخوين التي تشبه قصة سيدنا يوسف. وقصة الملاح التائه التي تشبه قصة الأوديسة والسندباد البحري وقصص أخرى كثيرة.

هي أول دولة آمنت بوجود الخالق, وأول دولة آمنت بالبعث والحياة الأخرى والخلود. وأول دولة أوجدت القيم الإنسانية والحق والعدل. وأول دولة إستخدمت الأسلوب العلمي. وأول دولة أوجدت الحكومة المركزية. وأول دولة أنشأت المدارس العامة لأبناء الشعب.

وأول دولة نشأت بها صناعة التعدين والمناجم وصناعة الزجاج والورق. وأول دولة اهتمت بالموسيقى والرقص والفنون, والنظافة والنظام, والقائمة لا تنتهي. ويكفي أن نقول هنا أن القيم الروحية والخلقية الموجودة في العالم الغربي اليوم، يرجع أصلها إلى أجدادنا قدماء المصريين.



مصر في عصر البطالمة:

رحب المصريون بالإسكندر الأكبر كمنقذ، استطاع أن يخلصهم من من الإحتلال الفارسي البغيض. تعلم الكثير من المصريين اللغة الإغريقية، وقام الكاهن المصري مانيثون بكتابة تاريخ مصر باللغة الإغريقية، جمعه من سجلات المعابد وأفواه الناس. لكن للأسف، فقد هذا التاريخ النادر ولم يتبق منه سوى شذرات تافه. مع ذلك ظل المصدر الرئيسي لتاريخ مصر حتى فكت رموز اللغة الهيروغليفية.

في عصر البطالمة، كان المصريون المزارعون أحرارا لا عبيدا. استخدموا الهندسة الإقليدية في أعمال الري وتحديد المساحات والإرتفاعات. وطبقوا الأسلوب العلمي في الزراعة، حتى أمكنهم زراعة الحقول بثلاثة محاصيل في العام الواحد. وأدخلت الحكومة أنواعا جديدة من المحاصيل وغرست كميات كبيرة من الكروم.

تقدمت زراعة الزيتون، ونشطت زراعة زيت الزيتون، وفرضت الحكومة رسوما باهظة على الزيتون المستورد، حتى تحمي الإنتاج المحلي.

استنبطت فصائل جديدة من القمح وأدخلت زراعة الثوم، وأصناف جديدة من الكرنب، وأنواع متباينة من الفاكهة. وغرست الورود والأزهار على نطاق واسع، لأنها كانت تستخدم في صناعة الأكاليل التي تلبس في المآدب والحفلات العامة.

استوردت الحكومة سلالات جديدة من الحيوانات منها الأغنام التي تنتج الصوف الجيد، ولتحسين السلالات المحلية. وبدأ الجمل ينتشر في مصر بكثرة. وانتشرت أيضا تربية النحل.

سك بطليموس الأول عملة ذهبية وفضية وبرنزية. الأجور كانت تدفع عينا، والمخازن الحكومية كانت تجمع فيها الغلال، وتعمل مثل البنوك. وعرف المصريون الصكوك(الشيكات) للصرف من المخازن أو البنوك.

كانت مصر أكبر منتج للغلال في شرقي البحر الأبيض المتوسط. صدرت البردي والكتان الرفيع والزجاج متعدد الألوان من الإسكندرية والألاباستر، وكانت مركزا عالميا للتجارة العابرة.

الإسكندرية قام بتصميمها المهندس دينوكراتيس، وفقا لأحدث القواعد في تخطيط المدن. بين بحيرة مريوط والبحر الأبيض، على شريط رملي.

كان أمامها جزيرة فاروس التي وصلت باليابسة بواسطة جسر. فنشأ عن ذلك، ميناء واسع آمن في الشرق، وآخر في الغرب. على بضعة أميال جهة الشرق، تقع قرية أبوقير، التي كانت مكانا للهو، شبيه بمدينة أتلانتك سيتي، أو ملاهي ديزني لاند بالولايات المتحدة.

مدينة الإسكندرية كانت مستطيلة، يشقها من الشرق إلى الغرب شارع فسيح مستقيم يسمى شارع كانوب (اسم نجم، وهو الاسم القديم لأبوقير). تحف به الأعمدة والبواكي، وتقطعه شوارع أخرى فسيحة. قسمت المدينة إلى خمسة أحياء: الفا، بيتا، جاما، دلتا، إبسيلون. وهي أوائل الحروف اليونانية.

السكان كانوا خليطا من المصريين والإغريق واليهود وأجناس أخرى. يتمتعون بكافة حقوق المواطنة. لهم مجلس شورى وجمعية شعبية. وسرعان ما أصبحت الإسكندرية أعجوبة العالم.

أصبحت عاصمة للبلاد بدلا من منف. وكانت ترتفع فوق جزيرة فاروس المنارة الشهيرة. وفي سيما، كان يرقد جثمان الإسكندر الأكبر. وفي منطقة راكوتيس، كان معبد السرابيوم الذي بناه بطليموس الثالث. دليلا على أن سرابيس كان إلها مصريا.

كان هناك أيضا، مبنى معهد الألعاب الرياضية، واستاد رياضي، وحلبة سباق للخيل، ومسرح، والقصر الملكي، وبجواره متحف ومكتبة الإسكندرية الشهيرة.

كان المتحف في الأصل معبدا لربات الفنون والعلوم (Musae)، وهو في الواقع، أشبه بالأكاديمية أو الجامعة في لغتنا الحديثة. وكان يقيم في المعبد على نفقة الدولة عدد من العلماء والأدباء ولا تجبى منهم الضرائب.

مكتبة الإسكندرية كانت تحتوي على ما يقرب من نصف مليون لفافة بردية (كتاب). لكي يزيد بطليموس الثالث من حجم هذه المجموعة، أصدر أمرا يقضي بأن كل مسافر ينزل بالإسكندرية، عليه أن يسلم أي كتب توجد في متاعه لضمها إلى المكتبة، على أن يعطي نسخة رسمية بدلا منها.

استعار بطليموس الثالث من أثينا الأصول الرسمية لمؤلفات أسخيلوس، وسوفوكليس، ويوريبيديس، كي يقوم بنسخها نظير ضمان مالي قدره ما يساوي 90 الف دراخما. لكنه فضل أن يخسر هذا المبلغ على أن يرد الأصول، وأرسل بدلا منها نسخا فقط.

في مكتبة الإسكندرية، وضعت أصول علم التصنيف، ووضعت قواعد نقد النصوص الأدبية، وقوائم للمؤلفات الأدبية والعلمية والفلسفية، وحققت مؤلفات هوميروس، ثم أخرجت في صورة لا تختلف كثيرا عن التي بين أيدينا اليوم. كما ابتكرت العلامات الصوتية في النطق، وعلامات الإستفهام والتعجب وفواصل الكلام في الكتابة، ولم تهمل الرياضيات والعلوم البحتة.

في الإسكندرية أيضا، استطاع أريستارخوس أن يكتشف دوران الأرض حول الشمس، قبل أن يكتشفه كوبرنيق. واستطاع إراتوستينيس أن يقيس محيط الكرة الأرضية، إلى درجة مرضية. وفيها أيضا، الف إقليدس كتاب الأصول في علم الهندسة التي تدرس في مدارسنا اليوم. واخترع هيرون الآلة البخارية واخترع كذلك الآلة الأوتوماتيكية. وألف بطليموس القلوذي كتاب المجسطي، وهو أهم كتاب في الفلك ظل متداولا في العالم القديم أكثر من الف عام.

ذاع سيط مدرسة الطب السكندري ولاسيما التشريح والجراحة. وفي الإسكندرية، ترجمت التوراة إلى اللغة اليونانية لينتفع بها اليهود المشتتون وهي الترجمة المعروفة بالسبعينية. وفيها، جاء فيلون بمذهبه عن اللوغوس الإلهي.

بالرغم من الإحتلال الروماني، كان المصريون في القرن الأول الميلادي، يتمتعون بدرجة لا بأس بها من الرخاء. ولا يتبين من الحفريات التي وجدتها جامعة ميشيجان في قرية كرانس (كوم أوشيم) بالفيوم، أي تدهور ملموس في مستوى العمارة أو في رونق الحياة الإجتماعية قبل أواخر القرن الثاني. فدب النشاط بصورة واضحة في المجالس البلدية، بعواصم الأقاليم، وظل لواء الثقافة الهيلينية مرفوعا.

أظهرت الإكتشافات في البهنسا التي لم تكن مدينة إغريقية بل مجرد عاصمة لأحد الأقاليم المصرية، أنه كان في متناول قرائها عدد ضخم من المؤلفات المتنوعة في الأدب اليوناني الكلاسيكي بصورة تبعث على الدهشة.

كانت أشعار هوميروس، وهي الكتاب المدرسي الرئيس في التعليم المدرسي، في كل مكان. ولا ينبغي أن ندهش لوجود قصائد هيسيود (Hesiodus)، وأغاني سافو وروايات مناندر وقصائد كاليماخوس.

وأجزاء من قصائد الشعراء الغنائيين وروايات الكتاب المسرحيين الأوائل، كأناشيد الشكر وغيرها من المنظومات لبندار والشعراء المعاصرين. وروايات أسخيلوس وعددها لا يقل عن 40 رواية وروايات أخرى لسوفوكليس ويوريبيديس وأرسطوفان.

لقد كان هناك جمهور كبير من القراء وتجارة رائجة في الكتب. لم يكن التعليم مقصورا بأي حال من الأحوال على الصفوة من الأثرياء. فقد أدركت قيمته وسعت في طلبه تلك الطبقة المتوسطة التي بذل البطالمة والرومان قصارى جهدهم في سبيل بنائها.

كان التعليم يبدأ بالقراءة والكتابة. أولا الحروف الأبجدية، فالمقاطع المكونة من حرفين، فالمكونة من ثلاثة، إلخ. بعد ذلك، الكلمات الكاملة. منهج الدراسة يتدرج بعد ذلك إلى: النحو والبلاغة والأدب والعلوم الرياضية والفلسفة والمنطق.

التلاميذ مطالبون بكتابة موضوعات إنشائية وفي مرحلة أعلى، بكتابة خطب في موضوعات مقررة. إلى جانب ذلك، كانوا يدرسون شيئا عن القصص والأساطير الإغريقية. ويتبين من كثرة استخدامهم للحكم والأمثال لتمرين التلاميذ على المطالعة، اهتمام المربين بالناحية الأخلاقية.

كان التعليم مختلطا، ويوجد إلى جانب المدارس المحلية ومعاهد التربية، مدرسون خصوصيون، لهم مكانة رفيعة في المجتمع، يفد إليهم التلاميذ من جهات نائية. وعندما يتم التلميذ المراحل الأولى من التعليم، كان الراغبون منهم في التعليم العالي يلتحقون بجامعة الإسكندرية.

كان التعليم في مصر، يتضمن التربية البدنية التي تشمل المصارعة والتدريبات الشبه عسكرية. وكانت استعراضات الشباب والإحتفالات الرسمية، تتخللها مهرجانات يتمتع بمشاهدتها سكان عواصم الأقاليم. كما كانت تقام حفلات رياضية دورية يتبارى فيها الهواة من جميع الطبقات في الملاكمة والمصارعة والجري وغير ذلك من الألعاب الرياضية.

وكانت تقام حفلات تمثيلية يشاهدها سكان العواصم لمشاهدة روايات من التراجيديا الإغريقية الكلاسيكية، ومن الكوميديا الجديدة، كما تيسر لهم الإستتمتاع بمشاهدة الروايات الشعبية المضحكة والأدوار الهزلية في المسارح المحلية وقاعات الموسيقى. وكانت هناك فرق متجولة للموسيقى والرقص والألعاب البهلوانية، وما إلى ذلك للترفيه عن الفلاحين في القرى النائية بأطراف الأقاليم.

لم تكن الحياة في مصر خالية من المباهج في القرن الثاني الميلادي. البرديات تصف أضواء باهرة على الحياة العائلية السعيدة، وما يتخللها من حفلات خاصة بأعياد الميلاد، وولائم للغذاء أو العشاء ومناسبات اجتماعيةأخرى. ومشتروات دمى وحلوى للأطفال، ورسائل خاصة متبادلة بين الأفراد والأسر زاخرة بالأشواق.



مصر في عصر الخلافة العثمانية:

في الوقت الذي قام فيه نابليون بونابرت باحتلال مصر عام 1798م، كانت مصر جزءا من الخلافة العثمانية، تحكم بالمماليك. في نفس عام قدوم الحملة الفرنسية، خرج الجبرتي المؤرخ في 5 ديسمبر ليشاهد ما يفعله الفرنسيون لشق طرق حديثة في قلب العاصمة. فكتب لنا ما يلي:

"فعلوا هذا الشغل الكبير والفعل العظيم في أقرب زمن. كانوا يستعينون في الأشغال وسرعة العمل بالآلات القريبة المأخذ السهلة التناول، المساعدة في العمل وقلة التكلفة. كانوا يجعلون بدل الغلقان والقصاع، عربات صغيرة. يداها الخشبيتان ممتدتان من الخلف، يملؤها الفاعل ترابا أو طينا أو حجارة من مقدمها بسهولة. بحيث تسع مقدار خمسة غلقان.

ثم يقبض بيديه على خشبتيها المذكورتين، ويدفعها أمامه فتجري على عجلتها بأدنى مساعدة. إلى محل العمل. فيميلها بإحدى يديه، ويفرغ ما فيها من غير تعب ولا مشقة. كذلك لهم فؤوس محكمة الصنعة، متقنة الوضع. غالبا الصناع من جنسهم، لا يقطعون الأحجار والأخشاب إلا بالطرق الهندسية. على الزوايا القائمة والخطوط المستقيمة."

هكذا كانت تعيش مصر وباقي البلدان العربية، كما يقول كاتبنا الكبير المرحوم يحى حقي، في عالمها المقفل . إلى درجة أن عربة نقل صغيرة بعجلة أمامية واحدة، بدت للجبرتي كأنها معجزة شيطانية.

عندما ذهب الجبرتي في اليوم نفسه، إلى المجمع العلمي الفرنسي بالقاهرة، وشاهد مكتبته، وحضر بعض التجارب الكيميائية والفيزيائية، التي هي أشبه بألعاب السحر في السيرك، كتب لنا ما يلي:

"من أغرب ما رأيته في ذلك المكان، أن بعض المقيمين به، أخذ زجاجة من الزجاجات الموضوع فيها بعض المياة المستخرجة. فصب منها شيئا في كأس. ثم صب عليها شيئا من زجاجة أخرى. فغلى الماءان، وصعد منهما دخان ملون، حتى إنقطع وجف ما في الكأس، وصار حجرا أصفر يابسا. أخذناه بأيدينا ونظرناه.

ثم فعل كذلك بمياة أخرى. فجمد حجرا أزرق, وبأخرى، فجمد حجرا أحمر ياقوتيا...وأخذ مرة زجاجة فارغة مستطيلة، في مقدار الشبر، ضيقة الفم. فغمسها في ماء قراح. وأدخل معها أخرى على غير هيئتها. وأنزلهما في الماء. وأتى آخر بفتيلة مشتعلة. وقربها من فم الزجاجة. فخرج ما فيها من هواء محبوس، وفرقع بصوت هائل. وغير ذلك، من أمور كثيرة، وبراهين حكيمة. تتولد من اجتماع العناصر وملاقاة الطبائع."

ويقول الرافعي عن الحالة الإقتصادية: " لقد أهمل الولاة العثمانيون والبكوات المماليك، أمر الري وتوزيع المياة وإقامة القناطر والجسور وحفظ الأمن. فجفت الترع، وتلفت الأراضي، وتعطلت الزراعة، وفقد الأمن، وذهبت ثروة البلاد، وهاجر الكثير من سكان القطر إلى البلاد المجاورة.

اضمحلت الصناعات والفنون، التي كانت تزدان بها في سالف العصور. وبدأت في الإضمحلال، بعد الفتح العثماني مباشرة. بسبب اضطراب الأحوال، وكثرة الفتن، وفقد الأمن، والإسراف في السلب والنهب. وكانت مصادرة أموال التجار، من أهم أسباب ركود الحركة التجارية. فاختفت رؤوس الأموال من أيدي الأهالي. وغلب عليهم الفقر. وصار الشعب إلى حالة محزنة من الضنك والفاقة."

وعن حالة المدارس، كتب على باشا مبارك : " أهمل أمر المدارس، وامتدت أيدي الأطماع إلى أوقافها. وتصرف فيها النظار على خلاف شروط وقفها. وامتنع الصرف على المدرسين والطلبة والخدمة. فأخذوا مفارقتها. وصار ذلك يزيد عاما بعد عام. حتي انقطع التدريس فيها بالكلية. وبيعت كتبها وانتهبت.

ثم أخذت تتشعب وتتخرب من عدم الالتفات إلى عمارتها ومرمتها. فامتدت أيدي الناس والظلمة إلى بيع رخامها وأبوابها وشبابيكها. حتى آل بعض تلك المدارس الفخمة والمباني الجليلة، إلى زاوية صغيرة. تراها مغلقة في أغلب الأيام. وبعضها زال بالكلية وصار زريبة أو حوشا أو غير ذلك. ولله عاقبة الأمور."

وتستمر الملحمة المصرية. وتأتي أسرات, وتختفي أسرات, إلى أن يودع أسكلبيوس في القرن الرابع الميلادي حضارة كانت في زمانها خيرة مجيدة فيقول والحسرة تملأ قلبه وكأنه يرى ما يخبئه المستقبل:

"سيجيئ زمان يظهر فيه كأن المصريين قد حافظوا دون جدوى على دينهم بروح العباد البررة. وما دامت العبادة والصلاح لم تؤد إلى شئ. فقد أورثهم خيبة الأمل واليأس. فيبدو أن الآلهة سوف تهجر أرض مصر وتذهب إلى سماواتها العلى.

حينئذ, تخلوا أرض الرسالات وتغدوا يتيمة من آلهتها. ولن تهمل أركان الدين فحسب, بل المؤمنون به سوف يحل بهم الإضطهاد, لأن القوانين تجعل من إيمانهم وصلاحهم أمرا محظورا.

هذا أقسى ما يرزؤها به القدر. حينذاك, ستتحول تلك الأرض المقدس مثوى المعابد ومعرش الآلهة إلى أجداث. يا مصر لن يبقى من أصول دينك سوى أحاديث خرافة مسطورة على الحجر. تحكي قصة إيمانك. ولا يأخذها الخلف مأخذ الجد, ولا يجدون فيها مبنى ولا معنى."



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة التحليلية - لودفيج فيتجنشتاين
- قصص وحكايات من عالم الكائنات الصغيرة
- الحجاب عادة يهودية قديمة
- هل الحجاب وتغطية الشعر فرض؟
- هرش مخ وتسالي صيام
- هل الإنسان أصله سمكة؟ 2
- هل الإنسان أصله سمكة؟
- الثورة المصرية والجمعة الحزينة
- قصص وحكايات من عالم الأحياء (5) - عالم النمل
- الثورة المصرية إلى أين؟
- الدستور أولا إذا أردنا بناء دولة مدنية
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (15)
- كيف نكون حكومة جديدة عصرية؟
- كيف نشكل لجنة وضع الدستور المصري الجديد
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (14)
- مآثر المسلمين واسهاماتهم في علم الفلك
- ماذا تعرف عن اللاشئ؟
- نحو دستور جديد خالي من المادة الثانية
- بعد ثورة اللوتس، هل هناك أمل في التحرر من السلطة الدينية؟
- ثورة اللوتس المصرية


المزيد.....




- بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. وهذا ما قاله مص ...
- -ديلي تلغراف- البريطانية للبيع مجددا بعد معركة حول ملكيتها م ...
- مصرية -تبتسم وتتمايل- بعد الحكم بإعدامها (فيديو)
- بيضتان لـ12 أسيرا.. 115 فلسطينيا يواجهون الموت جوعا يوميا في ...
- متظاهرو جامعة كولومبيا في تحدٍّ للموعد النهائي لمغادرة الحرم ...
- كيف تتصرف إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء؟
- البرلمان الفرنسي يعترف بـ-إبادة- العثمانيين للآشوريين-الكلدا ...
- منافس يصغره بثلاثين عاما .. تايسون يعود للحلبة في نزال رسمي ...
- دراسة تكشف نظام غذاء البشر قبل ظهور الزراعة!
- فصيل فلسطيني يعرض مشاهد من قصف تحصينات الجيش الإسرائيلي في غ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصة ثلاثة عصور